Date: 12th April 2020  

 

كورونا– كوفيد 19 هو بكل تأكيد حديث الساعه، وهو كما تعلمون جميعا مرض معد ينتشر عن طريق فيروس جديد و قد تم تصنيفه من قبل مؤسسة الصحه العالمية بالجائحة. قامت الجهات الحكومية و الهيئات الصحيه المعنيه بإصدار العديد من النشرات التوعويه عن الفيروس و كيفية تفاديه و الحد من انتشاره  لحين إيجاد اللقاح المناسب للقضاء عليه.
قامت الشركات بعمل جميع ما يلزم بهذا الخصوص حيث أنه من المفترض أن سلامة موظفيها وعملائها تعتبر على رأس أولوياتها.

إدارة الأزمة
إن كل ما نمر به من حالة عدم التيقن و الذهاب إلى المجهول هو واقعنا الثابت الجديد. ومع كل التهديدات التي نواجهها، فقط القدرة على التكيف هي التي ستنحت نجاحنا و القرارات التي نتخذها اليوم ستشكل مكانتنا المستقبلية (اسكندراني, 2020).
تذكر ، أن أولئك الذين يمكنهم التأقلم في بيئة سريعة التغير وشديدة التعقيد ببراعة دائما يفوزون.
قام كورونا (COVID-19) بنشر الرعب بالعالم، أغلقت المطارات إلى أجل غير مسمى و دخلت معظم الأسواق و الشركات في حالة جمود و توقفت أغلب أنشطتها الذي سينتج عنه أزمة ماليه مؤكده بدأت تلوح ملامحها في الأفق.

معظم الشركات الصغيرة و المتوسطة الحجم و حتى الشركات الكبيرة أحيانا كثيرة لا يكون فيها قسم أو إدارة متخصصة بإدارة الأزمات و عادة ما يتولى الرئيس التنفيذي أو المدير العام التعامل مع الأزمة بعد حصولها. و بطبيعة الحال وفي غياب وجود هذا القسم، تشكل أي أزمة قد تقع صدمة تؤدي غالبا إلى نوع من عدم المعرفة والتخبط بإتخاذ القرارات.  

فريق إدارة الأزمات عادة ما يتشكل من فريق داخلي أو خارج الشركة و يتألف من اشخاص على دراية تامة بالشركة و تفاصيل عملها و البيئة التي تعمل فيها، و يعتبر الناطق الإعلامي عنصر مهم و رئيسي وجدا فعال بالفريق لنقل المعلومات الصحيحه  من مصادرها الأكيده و للحد من إنتشار أي شائعات أحيانا قد تؤذي الشركات أكثر من الأزمة ذاتها.

يقوم فريق إدارة الأزمات بالشركات و منذ اللحظة الأولى بتجميع و تحليل المعطيات المتاحه لمعرفة مدى موائمتها مع الخطط الجاهزة الموضوعه مسبقا للتعامل مع حالات مشابهه، و بعدها يتم وضع سيناريوهات مختلفه تحاكي الأوضاع المفترضة الحصول للتعامل معها فور حصولها و صولا لوضع خطة عامة تعتبر الإطار العام للتحرك ، يتم مراجعة الخطة الموضوعه بشكل مستمر تماشيا مع المستجدات والمتغيرات العديده و الشبه يوميه.

أفضل الممارسات لتخطي الأزمة

 كيف ستستجيب الشركات وفريق العمل لهذا التحدي؟ ماذا سنفعل للتغلب على هذه المشاكل؟ ما هو نمط البقاء لديها؟ كيف ستعوض الخسائر عند الانتهاء من المشكلة؟ كيف ستعزل تأثير المشكلة المستقبلي؟ للاجابة على ذلك تحتاج الشركات إلى :

  • تحديد آلية لاستشعار المخاطر والتنسيق في الوقت الفعلي التي ستستخدمها للرد على الأحداث التي لا يمكننا توقعها بالكامل.
  • تطوير ادوات القدرة على التقييم السريع للتغيرات الجارية في البيئة الحاضنة و تطويرالاستجابات بناءً على مبادئ بسيطة -  نمط البقاء !
  • الانخراط في حل المشكلات بطريقة غير نمطية والتعاون والانضباط الانفعالي .
  • أن تتعاون مع شركاؤها في هذه المحنه: الموردين، العملاء، ملاك العقار و الموظفين

تحتاج الشركات إلى تعزيز فكر الابتكار لا بل وخلق فرق  متخصصة بالابتكار لأن الابتكار هو حل فعال لتخطي الازمات فهو يتيح لنا التفكير بشكل أفضل من خلال عزل المشكلة وتحفيز الفكر الاستباقي ! ولكن الابتكار يحتاج الى بيئة حاضنة وفي  عالم يعاني من الوباء، لا بد من توفير البدائل للتغلب على الصعوبات. لذلك تعتبر الممارسات التالية افضل الممارسات الادارية في مواجهة الازمات :
 
  • تعزيز المشاعر الإيجابية لأنها تزيد من الإنتاجية في مكان العمل
  •  تقليل الآثار البيئية وعزل عوامل المخاطر العاطفية والوجودية
  •  وجه طاقتك على الأهداف والغايات من خلال استكشاف طرق جديدة للوصول اليها  
  •  إتقان فن إدارة الفرق عن بعد مع إتاحة إمكانية  العمل والتعلم من المنزل .
  •  ترسيخ الشعور بالثقة بين الافراد وشبكة الموردين والمستفيدين و في القيادة بالاضافة الى الالتفاف حول رؤى موحدة .
  •  توفير عائد متواز وتخفيض المصروفات التشغيلية من خلال التحول الرقمي .
  •  اعادة هيكلة العمل والابتكار في المنتجات وطرق البيع
  •  البحث عن فرص عمل و أسواق جديدة
  •   لا داعي للذعر واتخاذ القرارات المتوازنة فقط (معنويات الفريق- ديمومة العمل- المصاريف التشغيلية)
  •  السماح بالتفكير الإبداعي وتبادل الأفكار والابتعاد عن النمطية
  •  إعادة تصميم سلسلة التوريد لضمان ديمومة العمل
  •  تدريب وتطوير موظفيك وتبادل الخبرات
  •  تعلم كيفية التقييم الموضوعي للتهديدات والعواقب المترتبة على أي مشكلة وتعلم كيفية التعامل مع ذلك
  •  فكر في الأمر على أنه فرصة لوضع الإستراتيجيات والتخطيط وبناء المرونة الادارية، والتدريب، والتطوير، وإعادة بناء موضوعاتك التنظيمية ...
هل علينا أن نشعر بالذعر؟
هذه البيئة الديناميكية السلبية والمحبطة تحد من القدرة على اتخاذ القرارات السليمة  والتقليدية لارتباطها بمستوى عدم التيقن مما يشكل عبئا غير مسبوق للقياديين الذين يتحملون مسؤولية التطوير الاستراتيجي للشركة والنمو، وتحليل الأوضاع الراهنة، وتحديد الاتجاه المستقبلي، والنطاق السوقي المتاح ، ومتطلبات الاداء لتحقيق أهداف الشركة وهذا بدوره يضغط بأتجاه معاينة دقيقة لجميع الموارد والأدوات الاسترشادية المستخدمة وإجراء تحليل عقلاني وشامل لديناميكية الاسواق. لا يجب ان يكون الذعر هو المحرك... المعاينة العلمية والتحليل الدقيق والتفكير النقدي هو سيد الموقف !

و في النهاية، تذكر أن المشاكل ستحدث  دائمًا، ولكن يمكن اعتبارها فرصًا للتعلم أو النمو أو التحسين و التعديل. على مدار التاريخ ، لم يكن البقاء للأصلح دائما، ولكن كان للنخبة التي أظهرت قدرة تكيف عالية مع المواقف الصعبة والمتغيرة.

Disclaimer
I don't provide individual investment counseling, act as investment advicor, or individually advocate the purchase or selling of any security or investment. This article or any related articles published on this website should not be viewed as offering personalized legal or investment counseling.


المصادر : اسكندراني, م., 2020 قرّاء الهديل يكتبون | ادارة المجهول في ظروف ضبابية [online] Alhadeel.net. Available at: <https://alhadeel.net/article/89660> [Accessed 9 April 2020].